شركة 3M كان لديها قاعدة لموظفيها تُعرف بإسم 15%، وهي أن الموظف لديه 15% من وقته في العمل لنفسه، ليجرب ويكتشف ويلاحق فكرة ما خطرت في باله. خرجت الشركة بالعديد من الاختراعات من هذه القاعدة، أبرزها هي أوراق Post-it، وهي الأوراق التي تحتوي على صمغ بسيط يمكن لصقها على الأوراق أو الحائط ونظرياً في كل مكان.
غوغل، أخذت نفس الفكرة، لكن جعلتها 20%، أبدع موظفوها بالكثير من الاختراعات، كان أبرزها الجي ميل، وغوغول آدسينس Adsense (عند فتح أي موقع تقريباً، تظهر إعلانات في رأس الصفحة أو على الهوامش مع مثلث أزرق بسيط يرمز لغوغل آدسينس).
بالطبع هذه الشركات لم تستعمل هذه القاعدة عبثاً، بل هذه القاعدة هي مايبقيها متقدمة على غيرها ويزيد من منتجاتها، وهي بذلك تقول أنها لاتخشى المغامرة وتوفر وقتاً وموارد للابتكار، وهي في ذروتها، لتحافظ على الذروة.
يمكن مقارنة هذه النماذج بنماذج لشركات أخرى مثل نوكيا وكوداك. يعرف الجميع نوكيا وماحدث لها، لذلك سأتحدث عن كوداك. كانت كوداك رائدة التصوير الفوتوغرافي في العالم، بقيمة سوقية تقارب 30 مليار دولار في أواخر الثمانينات الميلادية وبسهم يقارب سعره 90 دولار. لكن لم تستطع أن تطور نفسها لموجة الكميرات الالكترونية التي بدأت في التسعينات. شيئاً فشيئاً بدأت كوداك تخرج خارج المنافسة، وبأقل من عشر سنوات كانت كوداك فعلياً خارج السوق، وصولاً للعام 2012 عندما أشهرت افلاسها وتم سحب أسهمها من التداول من البورصة بسعر 0.36 دولار للسهم.
**
هناك ملاحظة عامة في الجامعات والمعاهد الأمريكية، أن نسب الاقبال على الجامعات، تزداد كلما ساء الاقتصاد عامة. إبان الأزمة الاقتصادية، سجلت الجامعات والكليات المجتمعية نسب تسجيل كبيرة من أشخاص هم خارج سن الدراسة (أي أكبر من 25 سنة). معظمهم خسر عمله بسبب الوضع الاقتصادي، وهو يحاول الآن الحصول على مهارات جديدة ليجد عملاً من جديد.
يفشل الناس في توقع الأسوء، عندما تكون الأمور جيدة، ويتصرفون بأن الأحسن سيحدث دائماً طالما حصل بشكل متكرر (تذكروا انحياز التفاؤل).
*
لحظات قوتك هي اللحظات التي يجب أن تبحث فيها عن تنمية نفسك ومهاراتك، لا لحظات ضعفك. حاول أن تستثمر 5% من وقتك على الأقل لتنمية مهاراتك والتفكير بشكل وظيفتك أو عملك كيف سيكون بعد خمس سنوات. فكر لو أن بعد خمس سنوات حصلت مشكلة ما في عملك واضطررت لتركه، فهل لديك مؤهلات لتعمل في مجال قريب وفي وظيفة أفضل غير الخبرة؟ تنمية المهارات يبدأ بالقراءة والبحث والتفكير، ثم الانتظام في دورات أو حضور مؤتمرات وغير ذلك. إذا لا قدر الله وخسرت عملك، سيكون همك هو أجار البيت وإطعام العائلة، وليس تنمية ذاتك حينها. ينطبق هذا الكلام على الذكور والاناث بطبيعة الحال. فكر إذا اضطرت زوجتك للعمل للمساعدة في الدخل (لاي سبب كان)، فماهي مؤهلاتها التي ستسمح لها بالعمل في مكان لائق وفي بيئة محترمة؟ إذا كان الجواب لايوجد على السؤالين أعلاه، فأخشى أنكما تأخرتما كثيراً.
إرسال تعليق