-->
28698372230958476
recent
أخبار ساخنة

أمنيات - أحلام - أهداف - حوافز

الخط


أمنيات | أحلام |  أهداف | حوافز ..

كلمات نسمعها وتتردد في ألفاظ وعبارات الكثير ..

وبكل تأكيد لم ندرس أو نسمع هذه الكلمات في المدارس أو الجامعات، ولم نشاهدها في مسلسل أو فلم تلفزيوني. ولكن ! إذا تأملنا في كل كلمة نجد أن هناك فرق كبير بينهم، فأيهم تختار أنت ..؟!

الأمنية؛ رغبة تتولد نتيجة ظرف معين، وتنتهي نتيجة انتهاء ذلك الظرف. وعلى سبيل المثال؛ صديقي زكريا من عائلة غنية وراقية، ولأول مرة أدخل منزلهم والذي هو عبارة عن قصر مساحته أكثر من 30 ضعف منزلي، وفي تلك اللحظة تولدت أمنية يكون عندي مثل هذا القصر الفاخر، وبقيت أتمنى طوال فترة تواجدي داخل القصر، وما أن خرجت من القصر بلحظات ونسيت تلك الأمنية التي تمنيتها .. فهي كانت لحظات، ومرتبطة ارتباطاً بالظرف ذاك وهو وجودي في القصر، وبمجرد خروجي نسيتها لأنها أمنية وليست رغبة قوية عالية. ولن أتذكر تلك الأمنية إلا في المرة القادمة التي أدخل قصر زكريا أو أي قصر مشابه له.

الحُلم؛ رغبة حقيقة من الداخل متكررة لتحقيق شيء ما، لكن من غير تجسيد أو تخطيط أو إستراتيجة واضحة لتحقيقها. وإذا ضربنا مثال للتوضيح؛ فهد حُلمه أن يسْكِن والِدَيْه في بيت مِلك ويتخلص من منزل الإيجار، وهو في الواقع موظف بسيط براتب متوسط 3000 ريال شهرياً. لكنه! لا يلبث لحظة إلا وحلمه يدور في ذهنه، حتى وهو في أحلك الظروف وأصعبها يتذكر حلمه وهو (بيت الملك لوالديه) رغم أن واقعه اليوم يقول له راتبك 3000 ريال وكيف تفكّر بمنزل ملك لوالديك؟! لكن هناك رغبة حقيقة متولده من داخله تريد تحقيق ذلك الحُلم، ولحد الآن لا يعرف كيف! ولكنه مؤمن بهذا الحلم وأنه سيتحقق بإذن الله ..

في الواقع أن الطفل هو ملك الأحلام وخياله واسع المجال وكثير الأحلام، وللأسف يوم بعد يوم تقل تلك الأحلام نتيجة مواجهة الحياة وكثير من الظروف.

وليس من المعقول أن أظل أحلم وأحلم وأحلم وإلى متى، أريد أن أخطو خطوة تقربني من حلمي خطوة ثم خطوات وخطوات، لأحقق ذلك الحلم، ثم تتولد أحلام أكبر وأكبر.

أول خطوة تحتاج لحظة صارمة وهي؛ اتخاذ القرار بأن يتحول الحلم لأهداف وخطوات حقيقية. فنحن لا ننام ونصحوا ولدينا أهداف رأيناها في أحلامنا بالنوم.

فالهدف يُصنع صناعة، ولتحويل الحلم إلى هدف نقيسه بعدة شروط؛

1) واضح ومحدد؛ إذا كتبت هذا الحلم وعرضته على عدة أشخاص وعرفوا بالضبط ما أريد، فهذا يكون واضح محدد بالتفصيل. مثلا؛ عندما يكتب فهد فيلا مساحتها 800 م2 ومسطح البناء 450م2، الدور الأرضي 4 مجالس وصالتين و4 دورات مياة ومطبخ، والدور العلوي، صالة و5 غرف نوم، 6 دورات مياة، وبالسطح 3 غرف للخادمة والغسيل وكل غرفة مساحتها 4×5م، والحوش الخارجي مساحات خضراء بالواجهة ومسبح خلفي، وكراج سيارة، والفيلا من الخارج لونين حجز طبيعي أبيض ولون عودي. وفي الواقع خالد عندما يكتب هذا الهدف بالتفصيل هو من أجله لأنه بهذه الحالة يعيشه بكل تفاصيله، فعقله الباطن يريد هذه التفاصيل الدقيقة التي تساعده بإذن الله لهدف، وبالتأكيد فهد طموح وسيعدل في تفاصيل هدفه ويزيد عليها مع الوقت بتفاصيل أكثر.

2) قابل للقياس أو التوصيف؛ له أبعاد محدد أو شكل معين وألوان، يُرسم رسم واضح، فـ خالد عندما كتب هدفه فيلا والديه ذكرها بالتفصيل، ولم يكتب بيت كبير أو فخم أو حلو ، فهذه الكلمات لا تصف لأنها نسبية تختلف من شخص لآخر، وبعضهم الفخم عنده شيء عادي جداً عندي.

3) قابل للتحقيق؛ أن لا توجد هناك قوانين كونية دولية محلية تحول بينك وبين ذلك الهدف. فمثلا؛ عندما يقول صديقي مهند والذي تخرج من كلية الزراعة أريد أن يكون طبيب جراح، فهذا شيء غير قابل للتحقيق قريباً إلا أن يسلك مسار الطب من جديد ومن ثم يكون ممكناً له.

ومن المهم أن نعرف أن قابل للتحقيق يختلف عن الواقعية، فالواقعية تختلف من شخص لشخص، وتختلف عندي أنا وأنت من فترة لفترة، وفي يوم كنت أقول أن دخل 30 ألف شهري شيء كبير جداً لكن اليوم أراه شيء عادي وممكن. فهنا الواقعية تختلف ومن الخطأ أن نقول عن قابل للتحقيق أي يكون واقعي.

4) أن يكون مكتبوباً؛ هذه لا تحتاج لوصف أو شرح. لكني أُجزم لك بأن هذه النقطة هي مربط الفرس ولها أهمية كبيرة جداً، فالحلم إذا لم يُكتب سيبقى حلماً ويُنسى.

ولو سألنا لماذا نكتب أحلامنا وأهدافنا ..؟! الإنسان من خصائصه النسيان وسرعان ما ينسى خاصة أن هذا الكلام لم يدّرس لنا ويعتبره الناس العاديين من الخرافات والتنظير، وفي دراسات أن من يكتب أهدافه يشكلون أقل من 3% في العالم وهم الغير عاديين، ولذلك عندما تكتب حلمك أو هدفك ويكون أمامك تقرأه كل يوم يُعتبر محفز قوي يجذبك له، ويكون هناك ارتباط وثيق بينكم، وتزداد القناعة يوماً بعد يوم لديك، وهو الذي يجعلك تلتزم نحوه أكثر وأكثر.

وإذا كتبنا فتحن نكون كتبنا في لحظة حماس قادتنا للكتابة، وعندما تكون أمامنا دائما هي التي تجعلنا نلتزم بها، فالإلتزام؛ هو أن ننفذ القرارات في لحظات مستمرة دائماً، ونقوي الإلتزام بالكتابة والقراءة لأهدافنا وعيشها بالتفصيل.

5) محدد بوقت؛ ضع لك تاريخ تتوقع فيه تحديد الهدف، ومن المهم أن يكون لديك مرونة في هذه النقطة.

الأهداف هي أمور تريد أن نحققها ونحصل عليها بتصميم وإرادة، وكلما كانت الرغبة قوية كلما اقترب الأمر ليكون حافزاً. فالهدف ممكن أن يكون حافزاً لكن العكس لا.

الحافز؛ هدف يحمل رغبة شديدة جداً لتحقيقه (حافز إيجابي) ، أو موقف مؤلم أو شعور مؤلم تريد التخلص منه أو لا تريد أن تمر فيه مستقبلاً (حافز سلبي) تريد الهروب منه. تلك الحوافز السلبية هي الألم الذي يشتعل بداخلك وتريد التخلص منه، وإذا وجد ذلك الألم، وحددت الهدف الذي يخلصك منه، فيسكون أكبر دافع لك بإذن الله، فعلى سبيل المثال؛ هناك يتيم لديه أمه وأخواته هو من يكفلهم ويقوم برعايته، وكان هذا الواقع هو سبب نجاحه ليكون أفضل معيل لأهله، بينما هناك آخر كان متسولاً، والفرق أن أحدهم استشعر حافزه السلبي، وحوله لحافز وهدف إيجابي وتحول لنقيض مختلف آخر.

ومضة؛ أحلامنا تحتاج لاتخاذ قرار لتحويلها لهدف، وعندما نربطها بحافز هي التي تقوي تلك العلاقة لتحقيقها بإذن الله، وبالكتابة والقراءة المستمرة نكون أكثر التزاماً بها.

وأريد أذكرك بأن هناك أشخاص من حولنا هم أكثر من يسرقوا أحلامك، وينقسموا لقسمين؛ 1) أشخاص لا يريدوا أن تكونوا أفضل منهم ويحاربوك بأقصى جهد لتحبيطك. 2) أشخاص قريبين منك يحبوك وباسم الحب يخشوا عليك التغيير وربما يكونوا أقرب الناس منك والد والدة زوج زوجة أخ أخت صديق صديقة.

لذلك! لا تشارك أحلامك في البداية إلا شخص تثق فيه ويشجعك عليها، وإلا في الغالب ستجدهم يسخرون منك.

وبكل تأكيد كثيراً يقولوا عن هذا الكلام من التنظير والكلام الفاضي، وهذا شيء طبيعي لأن أغلبية الناس هم العاديين ويشكلون 97 %، وهذا الكلام لا يؤمن به ويطبق إلا 3 % من الناس، وهم من يقودوا العالم مالياً وسياسياً واقتصادياً، ولك حرية الاختيار ..

بدون أهداف ستعيش حياتك متنقلاً من مشكله ﻷخرى بدلاً من التنقل من فرصة إلى فرصة أخرى أجمل وأكبر وأفضل .. فحياتك هي نتيجة اختياراتك اليوم وليس ظروفك .. وإن لم تخطط لحياتك فأنت حتماً من ضمن مخططات الآخرين وكنت أنت فقط أداة عاملة لهم
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة