سلوكيات الأطفال الجنسية:
🔹🔹🔹🔹
هل تعلم أن ردود الأفعال العاطفية والمبالغ فيها من قبل الوالدين تجاه سلوكيات الطفل الجنسية قد يؤدي إلى تمادي الطفل فيها؟ نعم، وغالبًا ما تعود تلك المبالغة إلى قلق الأهالي أو شعورهم بالحرج. لذلك، فإنه من الضروري لكل مربٍ أن يعرف الفرق بين السلوكيات الجنسية الطبيعية والسلوكيات غير الطبيعية. وبعد أن تناولنا في مقالات سابقة أهم سمات التطور الجنسي عند الأطفال في
مرحلة الطفولة، نركز في هذا المقال على السلوكيات غير السوية وكيفية التعرف عليها والوقوف على أسبابها.
أسباب السلوكيات الجنسية غير الطبيعية عند الأطفال
🔸🔸🔸🔸🔸
قد يكون أول شيء يتبادر إلى ذهنك، هو تعرض الطفل لاعتداء جنسي، وهو أحد الأسباب بالفعل، ولكن هناك أسبابًا أخرى عديدة، تشمل:
ضعف أو انعدام التوعية الجنسية:
إن التثقيف الجنسي للأطفال لا يقصد به الإباحية، بل تهذيب سلوكياتهم. وقد أكدت البحوث والدراسات الاجتماعية الحديثة التي قامت بها منظمة اليونيسكو (2007) أن التربية الجنسية تؤدي إلى تأخير ظهور السلوك الجنسي عند الأطفال واتسامه بمزيد من المسؤولية. ويرجع السبب في اتجاه الغرب نحو وضع منهج للتربية الجنسية في المدارس إلى رغبتهم في منع الممارسات الجنسية غير القانونية وحماية الأطفال من التحرش.
التعرض للمواد الجنسية في وسائل الإعلام:
ففي غياب التربية الجنسية في المنزل والمدرسة، وضعف رقابة الأهل على ما يشاهده الأطفال في التليفزيون والإنترنت، أصبح الإعلام مصدرًا يستمد منه المراهقون والأطفال كثيرًا من المعلومات التي غالبًا ما تكون مضللة وغير دقيقة، وغير مناسبة لسنهم.
الأسر غير الآمنة:
ترتبط السلوكيات الجنسية غير السوية عند الأطفال بشكل واضح بأساليب التربية التي تعتمد على الإيذاء البدني والجنسي، والبيوت التي يتعرض فيها الأطفال للإهمال، ويسودها العنف تجاه الطفل أو بين الزوجين.
رد فعل الوالدين تجاه السلوك:
يسعى الأطفال إلى نيل الاهتمام، وقد يستمتعون بما يبديه الوالدان من عدم ارتياح نحو سلوكياتهم الجنسية، فيكررونها لاستثارة رد الفعل المرغوب من قبل الوالدين.
بعض الظروف المحيطة بالطفل:
كميلاد إخوة جدد، أو تغير الأشخاص الذين يعتنون بالطفل، والذين قد يكونون أكثر ملاحظة لمثل تلك السلوكيات. كذلك، فإن الأطفال المقيمين في منازل يسودها الانفتاح وتقبل السلوكيات الجنسية ربما يظهرون سلوكيات جنسية أكثر من غيرهم.
التعرض للاعتداء الجنسي:
الذي يجعل لدى الطفل نشاطًا جنسيًا زائدًا، حيث يقوم بسلوكيات سيئة مقلداً أو مجبراً وليس بغريزة حقيقية. وعلى الرغم من أن السلوكيات الجنسية تعد أكثر شيوعًا بين الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي، إلا أنه ليس كل الأطفال الذين يظهرون سلوكيات جنسية مشكلة قد تعرضوا للاعتداء الجنسي، وليس كل الأطفال الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي يأتون سلوكيات جنسية شاذة.
وغالبًا ما تكون السلوكيات الجنسية مصحوبة بمشكلات سلوكية أخرى، كالعدوانية، والاندفاع، وضعف العلاقات مع العائلة والأصدقاء.
كيف نتعرف على السلوكيات الجنسية غير السوية عند الأطفال؟
هناك عدة عوامل تحدد إن كان السلوك مشكلًا أم عاديًا، مثل: سن الطفل، درجة تطوره، الأسرة، سلوك الوالدين وردود أفعالهما تجاه سلوكيات الطفل. الجدول أدناه -والمترجم عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال- يوضح أمثلة للسلوكيات الجنسية عند الأطفال من سن سنتين إلى ست سنوات، مبينًا ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي.
ولمزيد من الإيضاح، تشمل السلوكيات الشاذة عند الأطفال:
سلوكيات مرتبطة بالسن: فالسلوكيات الطبيعية ترى أكثر بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ٦ سنوات، وبينما يكبر الأطفال، تقل بشكل عام سلوكيات الاستمناء وإظهار العورات أمام الآخرين والتلصص عليهم، حيث يصبح الأطفال بين السادسة والعاشرة أكثر وعيًا بما هو مناسب اجتماعيًا. لذلك فإن ما يعد سلوكًا عاديًا من طفل في الرابعة يصبح مقلقًا إن صدر من طفل في الثانية عشرة، مثل محاولة لمس الثدي عند البالغين من الإناث. والعكس أيضًا صحيح، فمن المقلق أن يكون لدى الطفل في الرابعة دراية بمعلومات وكلمات جنسية لا تناسب سنه. كذلك، تشيع السلوكيات الطبيعية بين الأطفال من نفس السن ومستوى التطور. على الجانب الآخر، فإن السلوكيات الجنسية بين الأطفال من مختلف الأعمار ومستويات النمو تتطلب انتباها وتدخلا أكبر لتقييمها.
سلوكيات قليلة الحدوث ولكنها غير شائعة لمن هم دون السادسة أو السابعة: مثل محاولة تقليد الجماع، أو إدخال شيء في المهبل أو الشرج.
سلوكيات مناسبة للفئة العمرية للطفل ولكنها كثيرة الحدوث بحيث تعوق الطفل عن الانهماك في أنشطة أخرى، أو بحيث يغضب الطفل أو يتوتر عندما لا يكون قادرًا على ممارستها أو عند محاولة تشتيته، أو عندما تصبح تلك السلوكيات مزعجة للآخرين.
سلوكيات فيها تهديد أو إكراه أو عدوانية: أو تستثير ردود أفعال عاطفية قوية عند الطفل كالغضب أو القلق. أما السلوكيات الطبيعية فلا يبدو أحد الأطفال منزعجًا. كما أن الألعاب الجنسية الطبيعية تكون تلقائية وغير مخططة، وبين الأطفال الذين يعرف بعضهم البعض جيدًا.
إذا لاحظت على طفلك سلوكيات جنسية مقلقة، ولم تتمكن من تشتيته عنها أو التعامل معها، فيُنصَح بالاستعانة بمشورة نفسية متخصصة. وحتى نحمي أبناءنا من السلوكيات غير السوية، فإن التربية الجنسية للطفل منذ الصغر هي المفتاح، والأهم العلاقة القوية التي يسودها الحب والاحترام بين الطفل والوالدين من ناحية، وبين والدي الطفل من ناحية أخرى.
إرسال تعليق